أحدث الأخبار
الجمعة 17 أيار/مايو 2024
أُسطورة الصمود الفلسطيني في ظل دور الطوق العربي المقلوب!!

بقلم : د.شكري الهزَّيل ... 7.7.07

لا يمُر يوما او تاريخا او اسبوعا او شهرا على مدار السنه الا وحلت وكانت ذكرى مجزره صهيونيه او عربيه أُرتكبت بحق الشعب الفلسطيني وكل يوم وكل عام تزداد المجازر وذكراها كما حصل وحاصل في هذا االوقت الراهن في غزه ورفح وحي الشجاعيه والحبل ما زال دوما على جرار مجازر النظام الصهيوني [ الاعلام العربي الساقط يطلق على العدوان الاسرائيلي على قطاع غزه مجرد تسمية اجتياح او توغل اسرائيلي!!] والشعب الفلسطيني للاسف كان وما زال دوما على موعد اخر مع مجزره أخرى على طول وعرض الوطن الفلسطيني وخارجه في لبنان ودول الجوار العربي, وتعودنا على هذا اليوم او ذاك و مقولة بعد ايام اوغدا سَتحل ذكرى اخرى وفي الاسابيع القادمه ستَحل ذكرى اخرى وهكذا دواليك,, وكم من ذكريات مذابح ومجازر يحمل الفلسطيني في قلبه ووجدانه وذاكرته من النكبه ومرورا بدير ياسين وكفر قاسم وقبيه والدوايمه والخليل والقدس ويافا وحيفا وغزه وجنين وطولكرم ونابلس وبيت لحم وفي كل مدينه وكل قريه فلسطينيه كانت تَقريبا مجزره صهيونيه وبطوله فلسطينيه وحتىفي مُخيمات الشتات.. ايلول الاسود في الاردن وفيما بعد الحرب في وعلى لبنان مجزرة تل الزعتر والبداوي وصبرا وشاتيلا وغيرها العشرات من المجازر اللتي أرتكبت بحق الشعب الفلسطيني وطنا ومهجرا, وأكاد ان أقول ان رائحة الموت والمجزره والمأساه لاحَت وتلوح في ألأفق اين ما تَواجد هذا الفلسطيني الاسطوره, ولكنه [الفلسطيني] مَزروع في رِحم التاريخ و الارض, وفي بعض ألأحيان تَبدو الصحراء والارض قاحِلَه ويَبدُو للوهلة الاولى أن الارض مُصابَه بالعُقم ولا تُخَبئ في أحشاءُها بذره واحِده ولكن ما أن تَسقُط اول قطرات الغيث والمطر حتى تَبزُغ النباتات و تكتسي الارض القاحله ثوبا جديدا باهِيا وهكذا دواليك هو حال الفلسطيني...يسقط وينهض ويظن الاعداء وحتى الأصدقاء أنَهُ لن يَعود ولن ينبُت من جديد, ثُم يعود الفلسطيني وينهض ويُولد من رِحم الارض بكثافه رَبِيعِيه تَمحُو أثار خريف قد مَر...خَمسون عاما ونَيف كان الفلسطيني بِمثابة الشجره المُثمره في صحراء العرب القاحله ومازال ربيع في وسط خريف عربي أبَدِي!!!!
إن كُنت أنا اكتب عن هذا لفلسطيني الاسطوره وان كُنت لاْتمنى ان اكون فلسطينيا لو لم اولَد فلسطينيا ترعرع في حُضن اُمه اللتي كانت تنعى دوما أخاها اللتي قتلته العصابات الصهيونيه وأهلها اللذي شردَوهُم الى المنافي والمُخيمات والحقيقه تكمن في هذا الاقتباس من غسان كنفاني"إن كُنت أنا قد جَمعت طوال فتره قاسيه شَجاعه خارقه لأُ قرر هذه الحقيقه, فأن الشَرَف كُله ليس لي..أنا لي شَرف القول فقط وأنتُم تحتفظون بكل شرف التأليف...".. ألأفق ايها لفلسطيني كل الأفق الشاسع والواسع مَوجُود وراء البَوابَّه المُغلَقه بقِفل مرة من بني صهيون وأُخرى من بني عرب .. انت الموجود في الوطن والمهجر والمُخيم وألأسر ستَحُلِق حَتما في اُفق الوطن وتحت نور وإشعاع شَمسُنا السجينه!
ظَن من ظَن وكم أخطا الظانون والمُعتدُون والمُتأمرون بان الفلسطيني لا يَحمِل سوى صناديق الماضي المُقفَله ومفاتيح الدار المَهجوره قَسرا وكوشان الارض المُغتصبه وسراب العوده الى الديار وأنَّهُ مُجرد شمعه تُضئ أخر لهبها وقنديل يستنفذ أخر زيته كي يَنطَفئ لاحِقا وينتهي ألأمر عند هذا الحَد, ولكن الشعب والدم الفلسطيني كان زيت لقنديل حق لم تطفأه سنين قرن كامل ولم تُرهبَهُ المجازر تلوى المجازر حتى يومنا هذا ورغم أنَّهُ لم يَسبق في التاريخ أن يَتجمَع هذا الكم الهائل من المُعتدون والمُتكالبون على جسدٍ مثل الجسد والشعب الفلسطيني ورغم كثرة الجزارين والسكاكين اللتي نَهَشـت ومازالت تَنهش في الجسد الفلسطيني,إلا أ نَّهُ مازال صَلبا ووفِيا للدار والدِيار!! وقال من قال أنَّهُم يُبالغون في حُب الوطن وفي وصف الحرمان وظُلم الاستعمار والاستهتار بحياتَهُم الى حَد أنَّهم يُودِعون شُهداءَهُم وأمواتهُم في عُرس لابل أعراس وطنيه مُتواصِله ليلا نهارا تارة يحملون أشلاء وأخرى قطع صغيره فَتَكَت بها ادوات الصمت والقتل العربيه قبل الصهيونيه في أكفانٍ تُرافقها الزغاريت والأهازيج مُوَدعه شموع أضاءَت النور في وطن عربي كبير حالِك الظَلمة والظلام ومازال يعيش في ظلامِه وذِلِه الابَدي يُراقب نجوم فلسطين اللتي تُحلِق في أفاق أفقٍ لا بُد أن تبزغ فيه شمس الحريه يوما من الايام حتى لو ظَن المُعتدون والساقطون وقََصيروا النظر ان الشمس الفلسطينيه لن تَجد أفقها في موطنها الأصلي, وانها ستغرق في بحر غزه بلا عوده بعد ان ظن الخائبون ان شرم شيخ اخر وتنسيق اخر[ لا نقول الاول!!] مع اسرائيل ومشتقاتها سيُعيد الفاسدين والساقطين تاريخيا مرة اخرى لواجهة غزه هاشم والقضيه الفلسطينيه!!
جاءَت انتفاضة عام 1987 لتلطم وجه اسرائيل وبشاعة احتلالها وجاءت انتفاضة الاقصى لِتبني صخرة جديده في قلعة الصمود الفلسطيني وترفَع وتيرة التضحيه والبناء في قلعة صمودٍ شيدها الفلسطينيون جيلا بعد جيلا وقرن بعد قرن , وجاءت انتفاضة الاقصى لِتقطع الشك بيقين بشاعة الاحتلال واساليبه المُبتكَرَه في محاولته ذبح الفلسطيني والتشنيع حتى بِجُثتِه الانسانيه وحَرقِه حَيا ودهسه حَيا وتقطيعه إربا إربا وتَجريدَهُ من إنسانيته حتى في موتِه وحياته, جاءت لتقول بالدليل القاطِع أن المُحتَّل لا يريد سلاما لابل ذبح وإبادة الشعب الفلسطيني كما هو جاري غلى الارض وعلى اللحم والدم الفلسطيني منذ النكبه ومرورا بانتفاضة الاقصى وحتى يومنا هذا!! وتواطأ من تواطأ من الفلسطينيون المارقون والواهمون بشرعية وجودهُم وخيانتهُم وعاثوا خرابا اقتصاديا وسياسيا وتاريخيا على طول وعرض الوطن الفلسطيني, وعندما هُزموا في غزه هربوا نحو اسرائيل للتنسيق معها في شرم الشيخ المشؤوم!!!ياعيب الشوم : هل هؤلاء هُم فعلا من يملكون " الشرعيه" الفلسطينيه...هؤلاء المهزومون والفاسدين والعاجزين!!
لقد رأينا وما زلنا نرى[ خاصة بعد انطلاقة انتفاضة الاقصى] كيف صارت بشاعة الاباده والقتل الاسرائيلي "روتين" يَومي وصل الى ذروته في عام 2002 وخاصة مجزرة مُخيم جنين ونابلس وغيرهُما من المجازر المُتواصله بحق الشعب الفلسطيني وعلى مرأى من عرب هجرتهُم أدنى مُقومات الكرامه والشهامه, وعلى مرأى من اكذوبة هيئة الأمم ناهيك عن الدعم الامريكي والاوروبي والعربي الرسمي لسياسة الاباده التي تُمارسها اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني, ولكن وبالرغم من بشاعة الاحتلال الصهيوني وحُلفاءه في الغرب والشرق إلا ان الصمود الاسطوري الفلسطيني كان ومازال كَفيلا بِإسقاط الرهان الصهيوني والعالم والعرب المُتصهينين على إمكانية هَزيمَة الشعب الفلسطيني....قَد يُهزَّم نظام سياسي فلسطيني تابع لانظمه عربيه مهزومه ولكن بالتأكيد ليس بالامكان هزيمة الشعب الفلسطيني .. ولن يَضِيع حقا ووراءِه مُطالب!! ولن تُقام في غزه اماره اسلاميه ولا شحار بين لابل الخوف من ان يتمادى وكر رام الله في تنسيقه مع اسرائيل والنظام العربي العميل وتأمره على القضيه الفلسطينيه!!
كل ما في الامر ورغم كل التضحيات الجسيمه والمُعاناه الفلسطينيه هو ان نضال وصمود الشعب الفلسطيني نضال وصمود أسطوري في ظل ظروف إحتلال قاهره وقَهرِيه, وفي ظل حصار وطوق عربي وعالمي مفروض على الشعب الفلسطيني, ولكن وبالرغم من كل هذا الشعب الفلسطيني المؤمن بعدالة قضيته على استعداد ان يُكمل المشوار مهما كانت التضحيات, ومهما كانت قوة البطش الصهيونيه فَتَّاكه, حتى ينال حُريته واستقلاله على وطنه المُغتصَب والأهم من هذا وذاك هو ان القناع لم يسقط عن بشاعة الوجه الصهيوني فحسب لا بل ان القناع بدأ يسقط عن وجه الفاسدين والمراهِنين على وهم وسراب "سلام" التنسيق مع اسرائيل ضد حماس والمقاومه الفلسطينيه!!... لن يسمح الشعب الفلسطيني لا لحماس باقامة " اماره اسلاميه" في غزه كما يدعي وكر رام الله,, ولن يسمح الشعب الفلسطيني ايضا لوكر رام الله بجره اكثر واكثر الى الهاويه التاريخيه!!... ولن ينجح وكر شرم الشيخ ولا الطوق العربي المفروض على الشعب الفلسطيني في تركيع الشعب الفلسطيني وجره الى حرب اهليه وهميه بسبب ثله فلسطينيه فاسده وخائنه قامت حماس بطردها من غزه!!
على مدى عقود رَوج العرب لمصطلحات كثيره ولتسميات على غير مُسمى, وقد مارس وكلاء امريكا في العالم العربي البغاء السياسي وإستراتيجية المقلوب اللتي تعني فهم وتفسير الأمور بالمقلوب من جهه وفرض استراتيجية تَزريب [زريبه] العقل والانسان العربي وإفراغه حتى من أدنى المقومات الفكريه والأدبيه والاخلاقيه من جهه ثانيه وبالتالي ماجرىويجري منذ عقود في الفكر والممارسه السياسيه الرسميه العربيه هو مصادرة الواقع العربي وفرض المعكوس والمقلوب على الأرض وهاكم بعض الامثله عن حقيقة النظام العربي ودور دول الطوق العربي بالمقلوب:
1. الجامعه العربيه ..إسم على غير مُسمى..ساهمت في إحتلال العراق وترسيخ الاحتلال الاسرائيلي في فلسطين!!..لا يوجد شئ او ممارسه يُثبت عُروبة الجامعه!!
2. االقمم العربيه...القرارات تُصاغ وتُطبع في واشنطن وجميعها مُعاديه للعرب!....الواقع أنه يوجد مُنحدرات مَحميات امريكيه ولا يوجد قمم عربيه ناهيك عن دور وكر شرم الشيخ وجرائمه بحق العرب!!
3. التنميه العربيه...تعني الحفاظ على التخلف الاقتصادي والسياسي القائم منذ عقود!! التنميه كانت ومازالت تعني ماهو حاصل وقائم اليوم...تخلف مُدقع في جميع المجالات!!
4. الدول العربيه....لا يوجد دول عربيه لابل مَحميات امريكيه تُساهم في فرض الاستكبار الامريكي كما هو جاري في العراق!! أين هي الدول العربيه..فكرا وممارسه؟؟ تَسمية الدول العربيه بنظامها القائم مُجرد دول خَطأ ناهيك عن ان "عربيه" هُنا تعني خداع للذات والركض وراء الوهم والسراب!!
5. إعلام عربي...إعلام ..أجرم بحق الوعي العربي وساهم في محق الهويه العربيه, وقام بترسيخ جميع اشكال الغزو السياسي الامريكي والاسرائيلي!!!يكفي التأمُل في نقل خطابات ومؤتمرات قادة اسرائيل والناطق باسم جيش الاحتلال الاسرائيلي حَيّه على شاشة ما يُسمى بمحطات التلفزه العربيه!!... التطبيع والتدجين تحت ذريعة الاعلام الحُر الخارج لتوه من براميل النفط العربي!!.. تحويل الشعوب العربيه الى مجرد براميل مشاهدين يستمعون للمثال لاللحصر لخطابات وتصريحات الناطق باسم الجيش الاسرائيلي عبر قناة الجزيره القطريه!!
6. نظام وطني وحرس وطني!؟....لا يوجد نظام او حرس وطني عربي واحد لابل نظام وحراسه الإستعمار...ماعلاقة تَسمية النظام والحرس الوطني في العراق مثلا بالوطنيه؟ اين هو النظام والحرس الوطني في مصر والسعوديه من الوطنيه؟؟
7. دول الطُوق...لم يُطوق العرب اسرائيل لابل يُطوقون مُنذ عقود الشعب الفلسطيني والقضيه الفلسطينيه...ضرب الطوق حول فلسطين وليست اسرائيل, وما ساهم فيه العرب هُو تحرير اسرائيل وترسيخ مكانتها الجغرافيه والسياسيه من جهه وترسيخ إحتلال فلسطين من جهه ثانيه!!!...العرب قاموا بتحرير اسرائيل ومحاولة تثبيت طرد الشعب الفلسطيني, واليوم يحاولون دعم التيار الفلسطيني الفاسد وتشجيعه على تجزير حقوق الشعب الفلسطيني تحت ذريعة " الشرعيه الفلسطينيه" والتي تعني سلطة اوسلو الفاسده والخائنه!!
8. ألأمن القومي العربي...شكل واهمية الأمن القومي العربي تبدو جَليه في مُساهمة الأنظمه العربيه في إحتلال العراق!! هذا هو بالضبط مايعنُون..ولا امن قومي ولا شْحَار بِين!!
9. فَتاوى "دينيه" بلاطيه تُحرم مُقاومة الاحتلال في العراق وفلسطين!!!!!!بمعنى واضح: فتاوى تُبيح الخيانه الوطنيه الى حَد موضوعية الاباحه الاخلاقيه!!
واخيرا وليس اخرا يحاول النظام والاعلام العربي بكل ما اوتى من قوه وادوات خيانيه ان يُركع الشعب الفلسطيني ويدخله الى الزريبه العربيه في أطرعناصر المقلوب المذكوره اعلاه, وما جرى من اجتماع بين سلطة عباس ودَخلان[ دحلان:: اصبح دخيل على امارة رام الله]] والنظام المصري والاردني واسرائيل في شرم الشيخ بهدف التنسيق ضد حماس والوضع في غزه,,, الا خير دليل على الدور المقلوب لدول الطوق العربي والطوق الفلسطيني الاسرائيلي المضروب على الشعب اللفلسطيني!!.. ونخشى ما نخشاه ان وكر شرم الشيخ والاجتماع التنسيقي بين اسرائيل ومشتقاتها قد اعطى الضوء الاخضر لاسرائيل اجلا ام عاجلا بالهجوم العسكري على غزه!!!, ولكننا على يقين ان صخرة الصمود الفلسطيني ستهزم وتُحطم اجلا ام عاجلا جميع اشكال وعناصر التأمر والعدوان على الشعب الفلسطيني,,, والعدوان هنا ليست بالضروره عسكري لا بل العدوان السياسي ايضا!!