أحدث الأخبار
السبت 18 أيار/مايو 2024
بغداد..العراق : تقارير صحفيه :هل يدخل العراق في حرب أهلية بعد تنظيم الدولة؟!
05.01.2017

في العراق فسيفساء من الجماعات المسلحة (مليشيات)، بعضها يعمل تحت إمرة حكومة بغداد، والبعض الآخر يعمل لصالح إيران، وأطراف ثالثة تمثل السنة والأكراد.وقد تناول موقع "ذي ديلي بيست" الإخباري الأميركي هذا المشهد بالتشريح والتحليل في مقال لإحدى الصحفيات المتعاونات.فتحت عنوان "جيوش العراق المتعددة.. هل تنقلب على بعضها إذا ما ذهب تنظيم الدولة الإسلامية؟"، استهلت الصحفية كيمبرلي دوزيير مقالها بمشاهداتها داخل الجناح العسكري بأحد المستشفيات في شمال مدينة الموصل حيث يُعالج ثلاثة جنود عراقيين في العشرينيات من أعمارهم.وروى لها هؤلاء الجنود قصة إصاباتهم فجر 26 ديسمبر/كانون الأول الماضي عند محاولتهم إنقاذ قرويين خارج قرية تل سكوف أثناء فرارهم من تنظيم الدولة.يقول هؤلاء الجنود إنه عندما وقعت أعين مقاتلي التنظيم عليهم فتحوا نيران بنادقهم ومدافعهم فأصابوهم.وأشارت الكاتبة إلى أن هؤلاء الثلاثة ليسوا من القوات المسلحة العراقية أو قوات البشمركة الكردية ولا يتبعون لمليشيات الحشد الشعبي الشيعية في معظمها، بل هم من مليشيا تتألف أغلبها من سنة الموصل وهم يقاتلون من أجل مواطنيهم.وقالت إن المقاتلين التابعين لهذه المليشيا لا يثقون في رئيس الوزراء حيدر العبادي أو حكومته التي يهيمن عليها الشيعة. وفي حال زوال تنظيم الدولة من العراق، فإن هؤلاء المقاتلين ما إن يشعروا أن الظلم الذي شمل مجتمعهم لا يزال قائما، فإنهم قد يصبحون طليعة لنسخة ثانية من التنظيم، مما قد يجر العراق إلى حرب أهلية شبيهة بتلك التي تدور رحاها في الجارة سوريا وتوقع الولايات المتحدة في مستنقع الفوضى.ويبدو أن حكومة العبادي على دراية بالخطر، ولذلك تدرس سحب جيشها الذي يغلب عليه الشيعة تماما من كل القواعد العراقية ما أن تضع الحرب ضد تنظيم الدولة أوزارها ليحل محله مقاتلون من جماعات مسلحة جديدة معترف بها رسميا توكل إليهم مهمة حفظ السلام في المدن التي ينحدرون منها.غير أن جماعة مؤلفة من أهالي محافظة نينوى يُطلق عليها اسم "حرس نينوى" لم تُدرج ضمن هذا الجيش الجديد. ويتألف "حرس نينوى" من سنة عرب وشيعة ومسيحيين وإيزيديين، ويتلقون أوامرهم من محافظ الموصل السابق أثيل النجيفي، الذي يحمله سياسيون شيعة مسؤولية سقوط المدينة بأيدي تنظيم الدولة عام 2014.وترى الكاتبة دوزيير أن هذا الصراع بين الجماعات المسلحة ظل ساكنا طالما أن الكل منشغل بقتال التنظيم، لكن ما إن تصمت البنادق حتى يطفو هذا الخلاف العميق بينها إلى السطح مرة أخرى.وتمضي إلى القول إن مشاعر الغضب تعتمل في النفوس. فالجنود الجرحى الثلاثة في ذلك المستشفى يقولون إنهم لم يتلقوا أجورهم وإن عائلاتهم لن تحصل على رعاية طبية أو اجتماعية إذا أصيبوا في المعارك بعكس الجماعات الشيعية الأخرى التي تحظى بدعم العبادي.ولهذا السبب هم لا يثقون في أن الحكومة العراقية ستتصرف بعد انتهاء الحرب بشكل أفضل مما كانت تفعله قبل استيلاء تنظيم الدولة على الموصل، لصون حقوق السنة والأقليات الأخرى.!!


1