أحدث الأخبار
الخميس 16 أيار/مايو 2024
1 2 3 45278
اسطنبول: طفل سوري مشرّد في تركيا ينتظر خبراُ عن أمه!!
06.11.2015

قبل أن يحتضنه مركز أيتام حكومي تركي، أي قبل نحو عام من الآن، كان الطفل السوري محمد يقضي نهاره متسولاً، و ينام ليله على فرشة من «الكرتون» في أزقة مدينة اسطنبول، بعد أن تخلى عنه قريبه الذي جاء به من مدينته حلب إلى تركيا.لا يتذكر محمد من ماضيه إلا وفاة والده أمام منزله جراء حادثة لا تسعفه الذاكرة في استحضار تفاصيلها، على عكس تذكره لاسم أمه «راما» الذي لا يمل من تكراره.ونقلاً عن رواية محمد غير الواضحة، فإن أمه أرسلته برفقة أحد الأقارب إلى تركيا للعمل، وفور وصوله عمل في جمع المواد القابلة للتدوير من الحاويات المنتشرة في شوارع اسطنبول، وكان يعطي المال البسيط الذي يتقاضاه للقريب ليرسله إلى أمه في حلب، لكن لم تمض أشهر قليلة على هذا الحال حتى أخبر من قبل قريبه بنبأ وفاة الأم.واختفى هذا القريب حينها، وبات محمد وحيداً يواجه الشقاء منفرداً. واستمر على هذا الحال إلى أن رأف به صاحب محل بقالة تركي الجنسية، وأخذه إلى بيته. لم يمكث محمد إلا أياماً معدودة، في بيت الرجل التركي، وفضل الهروب حينها، لكن إصرار الرجل على رعاية محمد، دفعت به إلى ابلاغ «البوليس» التركي، الذي بادر بدوره إلى العثور عليه، ووضعه في ميتم بصحبة أقران أتراك. دخل محمد في حالة من العزلة، وكانت أموره تتجه من سيئ إلى أسوأ. واستمر الوضع على هذا الحال إلى أن قررت إدارة الميتم التركي الاتصال بإدارة مدرسة شامنا السورية في اسطنبول لطلب المساعدة. وبدورها أرسلت الأخيرة الموجهة التربوية أم أسامة.تقول الموجهة: «منذ عدة أشهر اتصلت بي إدارة الميتم لطلب المساعدة. فالطفل كان دائم البكاء، ولم يطلبوا مني حينها إلا التواصل معه هاتفياً في اليوم المخصص لاتصال الأهالي بالأيتام في المركز، وبعد أن اتصلت به لأكثر من مرة، صرت متعلقة به وتوطدت العلاقة الروحية به، وحينها استغنيت عن الاتصال وصرت أذهب لزيارته أسبوعياً».وتضيف قائلة: «محمد هو الطفل السوري الوحيد في الميتم. أما البقية فهم أتراك، ومع ذلك كانوا معتنين به. وبعد زياراتي له اختفت مشاكله تدريجياً، وتوقف عن سرقة الأشياء لأقرانه، وصار ينطق العربية من جديد، بعد أن كانت منسية لديه».وعن الجزء البسيط المعروف من ماضي محمد تخبر الموجهة التربوية بصوت منخفض تجنباً لسماع محمد لحديثها أنه كان يتعرض للضرب كثيراً من قبل والده، ويبدو أن والده كان متعاطياً للمخدرات، وهذا ما استخلصته من تذكره للعبارة الأخيرة التي سمعها من أمه «لا تكون مثل أبوك».بصعوبة بالغة رضي محمد أن يتحدث إلينا، ويرد على السلام بـ«مرهبا»، وصمت بعدها، لكن الحديث عن والدته دفعه لقول «شكراً».تأمل الموجهة أن يجتمع محمد بوالدته قريباً، وتشكك برواية الشخص القريب المتواري عن الأنظار عن وفاة الأم، وترد ذلك إلى نوايا ذلك الشخص للاستغناء عنه، وتؤكد أن حالة محمد النفسية تتجه إلى الشفاء.يداوم محمد حالياً في مدرسة شامنا السورية، في شعبة مخصصة للمتأخرين دراسياً، وذلك بعد أن سمحت له إدارة الميتم بذلك حتى لا ينسى لغته العربية، ويعيش تحت إشراف مباشر من الحكومة التركية!!

1